Sujets BAC

[Sujets BAC][twocolumns]

Articles recents

شرح البيت عدد 13 من قصيدة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم - ديوان أبي الطيّب المتنبّي - قافية الميم




مراجع

ديوان أبي الطيّب المتنبّي
القصائد - قافية الميم

عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ

شرح البيت عدد 13



13 - إِذَا كَانَ مَا تَنْوِيـهِ فِعْلاً مُضَارِعًــــــــــــا           
          مَضَى قَبْلَ أَنْ تُلْقَــــى عَلَيْــــــهِ الجَوَازِمُ


* شرح الواحدي
إذا نويت أمراً تفعله وكان ذلك فعلاً مضارعاً غير ماض والنحويون يسمّون الفعل المستقبل مضارعاً. مضى ذلك الذي نويته قبل أن يجزم ذلك الفعل وأراد بالجوازم لم ولا ولام الأمر أي إذا نوى أمراً يفعله مضى قبل أن يقال له لا تفعل لأنّه يسبق بما يهمّ به، نهي الناهين وعذل العاذلين وقبل أن يؤمر به فيقال ليفعل كذا وليعط فلاناً ولينجز ما وعد به أي يسبق ما ينوي فعله هذه الأشياء.

* شرح أبي العلاء

الفعل المضارع يصلح للحال وللاستقبال، والمراد ها هنا: الفعل المستقبل خاصة.

يقول: إذا نويت فعل شيء تمّ ومضى، وتعجل وقوعه قبل أن يعوقك معوق، فعبر عن المعوق بالجوازم، وعن نفيه بنفي الجوازم، وإنّما قال ذلك؛ لأنّ حروف الجزم كلّها تعويق: إمّا بنفي ك(لم)، أو بنهي نحو، (لا تفعل)، أو تعلّق بالشرط، ولام الأمر للغائب فيه معنى التراخي، ووصول الأمر إليه.


وقيل: أراد بالجوازم ها هنا التي للذي، وجمعه إرادةً للكثرة والتكرير.


والمعنى: أنّك إذا نويت أمراً سبقت به نهي الناس، وعذل العذال، وتفعله قبل أن تقول لك الناس: لا تفعل، فيكون مثل قولهم: (سبق السيف العذل).


وقيل: أراد به لام الأمر نحو قولك: ليخرج زيد، ومعناه: أنّك إذا نويت أمراً تم قبل أن تأمر به، فتقول ليكن كذا فيكون، مثل قوله: 

يجيبك قَبلَ أَن يتم سِينَهُ
أو يكون المراد به أنك إذا أمرت بفعل يسبق مضاؤه لحوق هذه اللام به.

وقيل وجه رابع: وهو أنّ الفعل المضارع إنّما يصير ماضياً بدخول (لم) عليه، والمعنى: أنّك إذا نويت أمراً مستقبلاً انقضى ومضى بنفسه، من غير أن يعارضه ما ينفيه من الموانع.


* شرح شعر المتنبي: الأفليلي

ثم أكّد ما ذكره من سعده، وإظهار الله له على قصده، فقال، مخاطباً له: إذا كان ما تنويه فعلاً مستقبلاً، ولفظ المستقبل يشترك ما بين الدائم الذي لم ينقطع، والمتأخّر الذي لم يقع، صار ذلك الفعل ماضياً بوقوعه منك، ومتصرّفاً بتمكّنه لك، قبل أن تلحقه الجوازم، فتثبته فيما لم يجب، وتدخل عليه فتخلصه لما لم يقع. وأشار بهذا إلى أنّ ما ينويه فالله ييسره له، وما يريده فالأيام لا تمطله به. 

* شرح العكبري

الغريب:
الفعل المضاع: ما كان فيه إحدى الزوائد الأربع: الألف للمتكلم، والنون للجماعة، والياء للغائب، والتاء للمخاطب، والمرأة الغائبة، والنحويون يسمون المستقبل المضارع، وهو يصلح للحال والاستقبال، حتى تدخل عليه سوف أو السين فيصير للمستقبل خاصة، وأراد أبو الطيب هنا الاستقبال ليصحّ له المعنى، لأن الفعل الحاضر لا يجوز أن يُنوَى، ويتوقع ولا يؤمر به. والجوازم: حروف الجزم، وهي: لم ولمّا، ومهما، وحروف الشرط. فهذه الحروف إذا دخلت على الفعل، الصحيح سكنته، وإذا دخلت على المعتل حذفت حرف العلة منه، والبيت بناه على التورية.

المعنى:

يقول: إذا نويت أمراً تفعله، فكان ذلك فعلاً مستقبلاً غير ماض، مضى ذلك الفعل الذي نويته قبل أن يجزم ذلك الفعل. يريد: ما أسعده اللّه به، وأظهره له من سَعْده في قصده، فإذا كان ما ينويه فعلاً مستقبلاً، ولفظ المستقبل يقع على الدائم الذي لم ينقطع، وعلى المتأخر الذي لم يقع صار ذلك الفعل ماضياً بوقوعه منه، ومتصرّفاً بتمكنه منه قبل أن تلحقه الجوازم، فتثبته فيما لم يجب، وتدخل عليه فتخلصه فيما لم يقع. قال ابن وكيع: هو مأخوذ من قول حبيب:


خَرْقـــاءُ يَلْعَبُ بالعُقُولِ حَبَابُهَــــــــــــــا           

          كَتَلاَعُبِ الأفْعَـــــالِ بالأَسْمَـــــــــــــــاءِ

* شرح البرقوقي

النحويون يسمّون الفعل المستقبل مضارعاً، فالمضارع هنا المراد به المستقبل، يقول: إذا نويت أن تفعل أمراً فكان ذلك فعلاً مستقبلاً مضى ذلك الذي نويته قبل أن يجزم ذلك الفعل، وأراد بالجوازم: "لم؛ و"لا، ولام الأمر" أي إذا نوى أن يفعل أمراً مضى قبل أن يقال له لا تفعل، لأنّه يسبق بما يهمّ به نهي الناهين وعذل العاذلين وقبل أن يؤمر به فيقال: ليفعل كذا وليعط فلاناً ولينجز ما وعد به: أي أنّ ما ينوي فعله يعالجه قبل أن يتصوّر فيه نهي أو طلب، وعبارة بعض الشراح: إذا نويت أن تفعل أمراً وقع ذلك الفعل لوقته فصار ماضياً قبل أن تكون فيه مهلة لدخول الجازم، وخصّ أدوات الجزم من عوامل المضارع، لأنّها لغير الإيجاب فإنّ منها للنفي وهو "لم" و"لما" ومنها للطلب، وهو "لا" و"اللام" وبواقيها للشرط، فكأنّه يقول: إذا هممت بأمر عاجلته قبل أن يتصوّر فيه النفي وقبل أن يقول القائل لا تفعل أو ليفعل سيف الدولة كذا وكذا، ولم تنتظر أن يقدر فيه شرط أو جزاء، كأن يقال إن تفعل كذا يترتب عليه كذا لأن ما ينويه لا يتوقف على شرط، ولا يخاف وراءه عاقبة. وعبارة العكبري: يريد: ما أسعده الله به وأظهره له من سعده في قصده، فإذا كان ما ينويه فعلاً مستقبلاً - ولفظ المستقبل يقع على الدائم الذي لم ينقطع وعلى المتأخر الذي لم يقع – صار فيما لم يجب وتدخل عليه فتخلصه فيما لم يقع، قال ابن وكيع: هو مأخوذ من قول أبي تمام:


خَرْقـــاءُ يَلْعَبُ بالعُقُولِ حَبَابُهَــــــــــــــا           

          كَتَلاَعُبِ الأفْعَـــــالِ بالأَسْمَـــــــــــــــاءِ


Aucun commentaire: