شرح البيت رقم 5 من قصيدة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم - ديوان أبي الطيّب المتنبّي - قافية الميم

مراجع

ديوان أبي الطيّب المتنبّي
القصائد - قافية الميم

عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ

شرح البيت رقم 5

05 - يُفَدِّي أَتَمُّ الطَيْرِ عُمْراً سِلاَحَــــــــــــــــهُ           
          نُسُورُ المَلاَ أَحْدَاثُهَـــا وَالقَشَاعِــــــــــــمُ

* شرح الواحدي
يريد بأتمّ الطير عمراً النسور وقد فسّره بالمصراع الثاني والقشعم المسنّ من النسور يعني أنّ النسور تقول لأسلحته فديناك بأنفسنا لأنّها كفتها التعب في طلب الأقوات.

* شرح أبي العلاء
النسور: جمع النسر.
الأحداث جمع حدث، وهو الحديث السنّ.
القشاعم: المسنّة الطويلة العمر. الواحد قشعم.
الملا: الأرض الواسعة.

يقول: إنّ سلاحه أكثر القتلى في البرّ قديماً وحديثاً، حتى شبع النسور منها، فلم تحتج إلى صيد، فقشاعمها: التي هي المعمرّة، تضيف إلى الشكر القديم الشكر الحديث، وأحداثها تثنّى عليه بالحديث من لحوم القتلى، فهما يفديان سلاحه ويقولان: نحن الفداء لك؛ لإنعامك علينا بكثرة القتل، إذ في ذلك استراحتها عن طلب الرزق. 
وإنّما قال: (أتمّ الطير عمرا) لأنّ النسر يعيش على زعم الناس خمس مائة سنة وإنّما خصّ النسور؛ لأنّها لا تصيد كما تصيد الجوارح، وإنّما تأكل الجيف ولحوم القتلى. روى ابن جني (تُفدَّى) بالتاء قال: أراد النسور فكأنّما قال: تُفدى النسور سلاحه. 
والأظهر في العربيّة (يُفدى) بالياء لأنّ فاعله (أتمّ) وهو مذكّر وهذا حمل على الظاهر، والأول على المعنى. (وعُمراً) نصب على التمييز و(سلاحه) نصب لأنّه مفعول (يفدى) ويجوز في (نسور الملا) الرفع على خبر الابتداء: أي هي نسور الملا. ويجوز أن تجعله بدلا من قوله: (أتمّ الطير) التقدير: تفدى نسور الملا سلاحه وأحداثها من نسور الملا، والقشاعم معطوف عليه.

* شرح شعر المتنبي: الأفليلي
ثم قال: ويطلب أصحابه وأتباعه ما عنده من البأس والنجدة، والإقدام والشدّة، وذلك ما لا تبلغه الأسود العادية، ولا تدعيه الضراغم الباسلة.

* شرح العكبري
الغريب:
القشاعم: النسور الطويلات العمر. ومنه: سمّيت المنيّة أمّ قشعم، لطول عمرها.
الملا: وجه الأرض.
الأحداث: الشابّة. واحدها: حَدَث، وهو الشابّ.

الإعراب:
نسور: بدل من (أتمّ الطير)، وقيل: هو عطف بيان. 
وأحداثها والقشاعم: عطف بيان.

المعنى:
يقول: يفدي أطول الطير عمراً سلاح سيف اللدولة، وبَيَّن هذا الصنف فقال: أحداثها وقشاعمها، أي أصاغرها وأكابرها، وإنما يفديه لوجود الجثث في وقائعه، والاستبشار بكثرة ملاحمه.

* شرح البرقوقي
نسور: بدل من أتمّ الطير، أو عطف بيان
أحداثها والقشاعم: بدل تفصيل من نسور
الملا: بمعنى الفلاة. ويروى الفلا: جمع فلاة، وهي الصحراء، الأحداث: الشابّة، جمع حدث
القشاعم: الطويلات العمر ويقال للحرب والمنيّة والذلّة أمّ قشعم.
وبكل أولئك فسر قول زهير:

فَشَدَّ وَلَـمْ يُفْزِعْ بُيُوتًـــــا كَثِيــــــــــــــرَةً          

          لدى حيـث ألقـــت رحلهـــــــــا أم قشعم

  
وأراد بأتمّ الطير: عمر النسور، وقد بيّنه بالمصراع الثاني. 

يقول: إنّ النسور صغارها وكبارها تقول لأسلحتك فديناك بأنفسنا، لأنّها كفتها مؤنة طلب الأقوات لكثرة القتلى في وقائعه.

العودة إلى القصيدة

عودة لصفحة: ديوان أبي الطيّب المتنبّي - قافية الميم